خلال فترة الحمل، تخضع رؤية الطفل لتغيرات تنموية كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. إن فهم هذه الاختلافات أمر بالغ الأهمية لتقدير تعقيدات نمو الجنين وتأثيره على قدرات الرؤية المستقبلية.
الفصل الأول
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، تبدأ عيون الجنين بالتطور من الأنبوب العصبي. بحلول الأسبوع الرابع، تبدأ هياكل العين في التشكل، وإن كانت في حالة بدائية. تتشكل الحويصلات البصرية بحلول الأسبوع الخامس، وبحلول الأسبوع السابع تبدأ الشبكية في التطور. في هذه المرحلة، تظل العيون محاطة بالجفون ولا تؤدي وظيفتها بكامل طاقتها. من المهم ملاحظة أن الجنين ليس قادرًا على الرؤية خلال هذه الأشهر الثلاثة، ولكن يتم وضع الهياكل الأساسية للرؤية.
الفصل الثاني
يمثل الفصل الثاني تطورات حاسمة في رؤية الجنين. بحلول الأسبوع 14-16، يبدأ الجنين في إظهار حركات العين الانعكاسية، مما يشير إلى مزيد من نضج الجهاز البصري. تستمر الأعصاب البصرية في النمو، وتصبح العين أكثر حساسية للضوء. في الأسبوع العشرين تقريبًا، يبدأ الجنين في تطوير القدرة على التمييز بين الضوء والظلام. تبدأ الجفون أيضًا بالانفتاح، مما يسمح للجنين بتجربة المحفزات البصرية، على الرغم من أن الصور لم تتشكل بعد بشكل كامل بسبب عدم نضج القشرة البصرية.
الربع الثالث
مع تقدم الثلث الثالث من الحمل، يستمر النظام البصري للجنين في النضج. بحلول الأسبوع 28، يمكن للعين اكتشاف الضوء والاستجابة للمحفزات البصرية. وقد يتتبع الجنين أيضًا مصادر الضوء خارج الرحم، مما يشير إلى مرحلة أكثر تقدمًا من التطور البصري. تستمر القشرة البصرية في التطور، مما يسمح بمعالجة أكثر تعقيدًا للمعلومات المرئية. يستطيع الجنين الآن إدراك أشكال وأنماط أكثر تميزًا، على الرغم من أن حدة البصر لا تزال محدودة مقارنة بتلك التي لدى المولود الجديد.
بشكل عام، يعد تطور رؤية الجنين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة عملية معقدة ورائعة. وهو ينطوي على التكوين التدريجي لهياكل العين، ونضج النظام البصري، وزيادة القدرة على الاستجابة للمحفزات البصرية. يؤكد الجدول الزمني المعقد لتطور رؤية الجنين على أهمية وجود بيئة صحية ومغذية قبل الولادة لتحقيق التطور البصري الأمثل.